أأنتِ التي بحتِ بما بيننا من غرام
أأنت التي وشوشتِ ذرى الحقل
صَدَف البحرِ
ونشرتِ أخبارَنا في الغمام
حتى انهمر العشق علينا
زلزل جبال أرواحنا حتى انتشينا
أانت التي تعبت من رسائلك أسرابُ الحمام
ودفعتِ بي إلى لجّة البحر
أحرقتِ سفائنَ العودة
سددتِ عليَّ الطريق
وصغتِ ، بفيضٍ من الهمس، قرارَ الحريق
أأنتِ التي دوختِ مزاميرَ عمري
ولوّحتِ في راحتيك بكل خطايايَ
حتى سموتُ
تربّعتُ على أغصانِ سموات الهوى
كيف إذن لا أنحني
بكل تقوايَ لعينيك الذابلتين
على رصيف الشوقِ
كيف لاأنحني لأقبَّل يداً
مسحت كالمسيح أدران عمري
وردّتني إلى سرّ الطفولة
عاشقاً ولهان
لم تعد ذرى الحقل .. صدفُ البحر.. وأسرابُ الحمام
لم تعد تحتاج إلى صرخة أنثى كي تفضح سرّي
هذا الطفل العاشق يكفي أن ينظر في عينيك
أن يهجس باسمك
حتى تعبقَ رائحةُ الحبّ
ويضوعُ شذاها
يعبّيء كلَّ الأرجاء
كيف أخبّئ شلاّلَ الفرحِ المندَاح
من بين أصابع كفّي
حين أصافحُ وجهَكِ في كلّ مكان
في الشارع .. أو في المقهى.. أو في البستان
ترقص عيناك أمامي
أنّى أكونُ
فكيف سأخفي في وجهي عبَقَ الرمّان
أأنتِ فضحتِ السرَّ
أم نحن – كلانا- لم نقوَل على ألم الكتمان ؟
تحياتي